الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • السوريون يستخدمون "الجلًة" تخوفاً من البرد ونقص المحروقات

السوريون يستخدمون
البرد في سوريا

يعود استخدام مادة "الجلة" غلى الواجهة مجدداً في بعض مناطق الريف السوري، مع ازدياد تخوف الأهالي من برد الشتاء مع نقص كمية المحروقات الموزعة للتدفئة وغياب الحلول الحكومية.

فبحسب ما نشره موقع تلفزيون "الخبر" الموالي للنظام السوري، فقد أعاد الأهالي في أرياف بعض المحافظات السورية، شراء "الجلّة" المصنوعة من روث الحيوانات كوسيلة للتدفئة استعداداً لفصل الشتاء القادم، كبديلٍ عن المازوت المفقود، فضلاً عن ارتفاع سعره.

ونقل الموقع عن المدرّس في المعهد العالي لبحوث البيئة في جامعة تشرين، اختصاصي تصميم محطات المعالجة، وخبير تقييم الأثر البيئي، الدكتور حسين جنيدي، أن: "الجلّة طريقة قديمة تستخدم كوقود للطبخ والتدفئة، كما بدأت مؤخراً بالعودة إلى أريافنا السورية نتيجة غياب وسائل التدفئة الحديثة (الغاز، المازوت، والكهرباء)".

اقرأ أيضاً: تقرير للأمم المتحدة: سوريا قد "تعود إلى قتال واسع النطاق"

أما عن أثره الصحي، فقد أوضح  جنيدي: "بطبيعة الحال هذه الطريقة غير جيدة، كونها تؤثر على ربات البيوت وكل من يستخدمها، نتيجة للانبعاثات الغازية السامة، والروائح المزعجة، كونها غير مضبوطة".

وتابع بالقول: "حيث يرتبط تصنيع الجلّة وإشعالها بالكثير من المنغصات، خاصةً عندما تكون تهوية المكان ضعيفة، لذلك إذا كان لا بدّ من استخدامها بفعل الحاجة، فمن الضروري تأمين التهوية الجيدة للحيلولة دون تشكّل غاز أول أوكسيد الكربون".

وفيما يتعلق بمضارها، قال الخبير البيئي إن: "كل أنواع الحرق عموماً مضرّة بالبيئة، خصوصاً تلك الغير منضبطة مثل (الجلّة، التمز، النفايات الصلبة)، لكن تعتبر النفايات الحاوية على البلاستيك الأكثر ضرراً، وينتج عنها مركبات مسرطنة (الديوكسينات، الفورانات)، لذلك من الضروري جداً عدم حرق المواد البلاستيكية نظراً لخطورتها الشديدة".

وأضاف: "من جهة أخرى ضرر الجلّة لا يُذكر، مقارنةً مع ظاهرة مستجدة بدأت خلال سنوات الأزمة، وهي الأمبيرات ووجود المولدات على الطرقات دون أي اعتبارات بيئية (تلوث بصري، تلوث بالضجيج، تلوث بالزيوت، الشحوم، والوقود)، والتي ستصل بالمحصلة إلى التربة والمياه مع هطول الأمطار".

وأكد على أنه: "لذلك وبالعودة إلى استخدام الجلّة، هي حل أتى نتيجة الحاجة، وطالما أن البديل غائب ستلجأ الناس إليها بالتأكيد، لذلك هناك ضرورة لأخذ الاحتياطات اللازمة".

وحول الإجراءات الوقائية، ذكر الخبير البيئي: "عدم إشعال المواقد في المناطق المغلقة، حيث أن التهوية الجيدة تخفف من آثارها الضارة، وبخلاف ذلك ستؤدّي عمليات الاحتراق إلى تشكّل غاز أول أكسيد الكربون السام، والذي تبيّن الإحصائيات ارتباطه بالكثير من الوفيات حول العالم".

والجدير بالذكر، أن عودة "الجلّة"، بثت الريبة في هواجس كثيرين، وأثارت حفيظة من لم يألف استخدامها، إلّا أنه في عصرها كانت من الوسائل الفريدة المدرجة للاستخدام داخل المنازل الريفية، ويبدو أننا وصلنا لمرحلة أصبحنا فيها مجبرين للعودة للماضي.

و"الجلّة" ليست الخيار الوحيد أمام السوريين للعودة لأساليب عقود مضت في التدفئة، فمع دخول موسم قطاف وعصر الزيتون، يتهافت السوريون لشراء مخلفات عصر الزيتون أو ما يعرف باسم "التمز" كبديل للتدفئة وطهي الطعام، حيث يباع الكيلو الرطب الواحد منه بـ2000 ليرة، بينما يُباع الجاف بـ10 آلاف ليرة.

ويُشار إلى أن أقراص "الجلّة" مكوّنة من خليط مخلفات الأبقار، الماعز، والأغنام، ممزوجة بالتبن الناتج عن دراس القمح أو الأعشاب الجافة، يتم تجفيفها خلال فصل الصيف بأشعة الشمس، ليتم استخدامها لاحقاً.

ويعيش معظم السوريين في مناطق سيطرة النظام السوري أوضاعاً معيشية صعبة وأزمة اقتصادية حادة. حيث شهدت أسعار معظم السلع والمواد الأساسية في الأسواق السورية ارتفاعات مستمرة، بالتزامن مع تطبيق حكومة النظام قرار رفع الدعم عن آلاف السوريين.

ليفانت نيوز_ وكالات

 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!